تعريف النقد :
يأتي النقد في اللغة بمعنيين :
الأول : نقد الشيء بمعنى نقره ليختبره أو ليميز جيده من رديئه .
الثاني : إظهار العيب والمثالب ، وغمط الناس وبخسهم أشياءهم فيقال : فلان ينقد الناس : أي يعيبهم ويغتابهم [1] .
وأهل العلم قسموا النقد إلى قسمين على نحو ما ورد في اللغة .
فسموا أحدهما : النقد البنّاء ، وهو النقد الذي يقوّم به صاحبه الخطأ ، ويحاول إصلاحه .
وهو (واجب أو مستحب وهو الذي يحق الحق ، ويبطل الباطل ، ويهدف إلى الرشد) [2] .
وسموا الآخر : النقد الهادم (أو الهدام) . وهو (محرم أو مكروه وهو ما يكون لدفع الحق أو تحقيق العناد) [3] .
وهذا فيه إظهار عيب الآخرين للنيل منهم وتشويه سمعتهم والطعن في نياتهم من غير حجة ولا برهان .
أهمية النقد البناء :
تكمن أهميته في عدة جوانب رئيسة ألخصها فيما يلي :
1- هو نوع من النصيحة تحقيقاً لقول رسول الله : « الدين النصيحة : لله ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، وعامتهم » [4] .
2- هو كذلك نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لقوله تعالى : (( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَاًمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ )) [آل عمران : 110] ولقوله : « من رأى منكم منكراً فليغيره ... » [5] .
3- وهو نوع من الجرح والتعديل ؛ ذلك العلم الذي اختصت به أمتنا المسلمة والذي حفظ الله به الدين من التحريف والغلو .
4- كذلك هو نوع من محاسبة النفس لقوله تعالى : (( وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ )) [الحشر : 18] ، ولما جاء في الأثر : "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا" .
مظاهر النقد الهدام :
فإذا عرفنا أهمية النقد البناء ؛ فالمناقض له ذو سمات يلمسها المتابع وهي غير خافية على اللبيب ، ومن أهمها :
1- الجرح في شخصية من يوجه إليه النقد : كوصف بعض الدعاة بالميوعة أو عدم القدرة على نطق بعض الحروف العربية ؛ أو أن بضاعته في العلم مزجاة .
وهذا بعيد كل البعد عن التعرض للأخطاء من أجل تقويمها وتبيين الحق من الباطل ؛ مما يجعل الناقد مغرضاً وصاحب هوى . نسأل الله السلامة .
2- الجرح بلا دليل : فيتعرض بعضهم لجرح الآخرين من غير حجة ولا برهان ؛ وإنما للتشفي ، وليصبح النقد مهنة لذلك المنتقد في نقد المخالفين .
فالجرح في أي داعية أو عالم ، سواء أكان من أهل السنة أم من المبتدعة دعوى تحتاج إلى مستند .
والدعاوى إن لم يُقِمْ أصحابُها بيناتٍ ، فأصحابُها أدعياءُ
3- الاعتماد في النقد على حجة واهية :
إما لعدم التثبت ، أو لعدم عدالة الناقل ، أو لأنه يَهِمُ في خبره ، أو تحميل الكلام ما لا يحتمل ؛ وهذا ملحوظ والله المستعان .
4- تتبع العثرات ، وعدم الموازنة بين هفوة الداعية أو العالم وفضائله الكثيرة ، بل وغَمْر تلك الفضائل العظيمة من أجل زلة وقع بها .
(ومن مستندات المشنعين) الجراحين : تتبع العثرات وتلمس الزلات ؛ فمن ذا الذي سلم من الخطأ غير أنبياء الله ورسله ؟ وكم لبعض المشاهير من العلماء من زلات لكنها مغتفرة بجانب ما هم عليه من الحق والهدى والخير ؟
ولو أخذ كل إنسان بهذا لما بقي معنا أحد ، ولصرنا مثل دودة القز تطوي على نفسها بنفسها حتى تموت [6] .
5- الطعن في النيات والمقاصد : بدعوى أن مقصد ذلك الداعية خبيث والحكم عليه في نيته بالظن ؛ وهذا مسلك خطير ؛ فمعرفة ما في السرائر موكول إلى الله (سبحانه وتعالى) ، مثل أن يقال : يظهر السلفية ويبطن الصوفية ، أو أنه ذو نية خبيثة ، أو أنه صاحب فتنة ويريدها ، أو أنه عدو للسنة .
6- التندر على الدعاة في المجالس ، واستغلال أي فرصة للغمز والطعن بحجة بيان الحق وتعرية الباطل وأهله ؛ وهذا خُلق ذميم .
7- التهويل : في نقد بعض العلماء أو الدعاة ، ورميهم بالكذب أو البدعة ، .
8- الطعن فيما يجيده ذلك الداعية أو العالم ؛ فقد يكون بعض أهل العلم يشتغل في دراسة الحديث فينتقد بأنه ليس له همّ إلا : حدثنا وأخبرنا ، أو لاهتمامه بفقه الواقع ومن يعمل فيه ؛ فيتنقص بأن ذلك فقه (القواقع) مثلاً ؛ بحيثُ يُزْهَدُ من هذا الفن الذي هو من فروض الكفايات .
أسباب النقد :
سأحاول الإيجاز في عرضها حتى تظهر للعيان ومن أهمها :
1- الغيرة : الغَيْرةُ -بالفتح- محمودة من أجل دين الله وحرماته ، لكنها قد تجر صاحبها إن لم يتحرز شيئاً فشيئاً حتى يقع في لحوم العلماء والدعاة من حيث لا يشعر .
وأما الغِيرَة -بالكسر- فهي مذمومة وهي قرينة الحسد والمقصود بها : هو كلام
العلماء بعضهم في بعض [7] .
2- الحسد : وهو يعمي ويصم ؛ ومنه التنافس للحصول على جاه أو مال أو القرب من شيخه أو كسب رضاه فقد يبغي على إخوانه بسبب ذلك .
3- الهوى : هو كل ما خالف الحق وللنفس فيه حظ ورغبة من الأقوال والأفعال والمقاصد [8] ورغبة النفس في الوقوع في أعراض الآخرين .
وكان السلف يقولون : احذروا من الناس صنفين : صاحب هوى قد فتنه هواه ، وصاحب دنيا أعمته دنياه) [9] .
4- التقليد والتعصب : (قد يوجد رجل ينقد آخر لا بناءً على علم أو فهم أو دليل ، بل مجرد تقليد أعمى : سمع فلاناً ينقده أو ينتقصه أو يذمه فسار على أثره بغير هدى ولا برهان) [10] وهذا التقليد المذموم كان المشركون يفعلونه وكانوا يقولون : (( إنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ )) [الزخرف : 22] .
قال ابن مسعود (رضي الله عنه) : "ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلاً : إن آمن .. آمن ، وإن كفر كفر ؛ فإنه لا أسوة في الشر" [11] .
5- التعالم : لقد كثر المتعالمون في عصرنا ، وأصبحت تجد شاباً حدثاً يتصدر لنقد العلماء ، وتفنيد آرائهم وتقويم أقوالهم ، وهذا أمر خطير ؛ فإن من أجهل الناس من يجهل قدر نفسه ويتعدى حدوده) [12]
[*].
6- النفاق وكُرْهُ الحق : إن دسائس المنافقين والكارهين للحق من العلمانيين بشتى اتجاهاتهم من أقوى أسباب النقد .
فالإخوة الذين يتبعون أعداء الدعوة من حيث يشعرون أو لا يشعرون سيكونون فريسة سهلة فيما بعدُ لهم ، فإنهم قد أعانوا الأعداء على إخوانهم ؛ وهل سيتركهم الأعداء ؟ لن يتركوهم كما هو ملموس في الواقع .
7- سوء الظن : وهو حمل التصرفات ، قولاً وفعلاً ، على محامل السوء والشكوك وسوء الظن [13] .
8- وقوع التفرق في الأمة : (وبهؤلاء المشنعين) آل أمر طلائع الأمة وشبابها إلى أوزاع وأشتات وفرق وأحزاب ، وركض وراء السراب ، وضياع في المنهج والقدوة ، وما نجا من غمرتها إلا من صحبه التوفيق وعمر الإيمان قلبه . ولا حول ولا قوة إلا بالله) [14] .
9- بُعد الأمة عن علمائها : إن تصنيف العالم الداعية وهو من أهل السنة ورميه بالنقائص : ناقض من نواقض الدعوة وإسهام في تقويضها ، ونكث الثقة ، وصرف الناس عن الخير ، وبذلك ينفتح السبيل للزائغين) [15] .
فضلاً عما في ذلك من السعي في الأرض بالفساد ؛ لأنه يوقع الشحناء والبغضاء في صفوف الدعوة الإسلامية ، ويعمل على تأخر النصر والتمكين للأمة .
10- ضياع الأوقات ، وإهدار الجهود والطاقات والقدرات في غير فائدة تعود على الإسلام والمسلمين .
علاج النقد الهدام :
يمكن علاج هذه النزعة التي يحاول بعضهم إثارتها وادعاء التعالم بواسطتها بانتشار الأخلاق الإسلامية في نفوس أهل هذه الفئة ومن ذلك :
1- تذكر الخوف من الله وضرورة حفظ اللسان : عن البراء بن عازب (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « الربا اثنان وسبعون باباً ، أدناها مثل إتيان الرجل أمه ، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه » [16] .
2- التجرد في النقد : وعدم الغيرة والحسد والهوى وعدم سوء الظن ، فالغيرة تهلك صاحبها وتجعله في همّ وغم ؛ لأنه يحسد الآخرين ويغار منهم ، عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال : قال : رسول الله : « ... لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا » [17] .
وأما الهوى فيضل الإنسان عن الحق وإن كان يعرف ذلك ، فإذا صار الهوى هو القائد والدافع صار أصحابه شيعاً يتعصب كل واحد لرأيه ، ويعادي من خالفه ولو كان الحق معه واضحاً ؛ لأن الحق ليس مطلوبه) [18] .
والأصل في المسلم حسن الظن به : قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا )) [الحجرات : 12] (فأمر الله عز وجل باجتناب كثير من الظن ؛ لأن بعض هذا الكثير إثم ) [19] .
يأتي النقد في اللغة بمعنيين :
الأول : نقد الشيء بمعنى نقره ليختبره أو ليميز جيده من رديئه .
الثاني : إظهار العيب والمثالب ، وغمط الناس وبخسهم أشياءهم فيقال : فلان ينقد الناس : أي يعيبهم ويغتابهم [1] .
وأهل العلم قسموا النقد إلى قسمين على نحو ما ورد في اللغة .
فسموا أحدهما : النقد البنّاء ، وهو النقد الذي يقوّم به صاحبه الخطأ ، ويحاول إصلاحه .
وهو (واجب أو مستحب وهو الذي يحق الحق ، ويبطل الباطل ، ويهدف إلى الرشد) [2] .
وسموا الآخر : النقد الهادم (أو الهدام) . وهو (محرم أو مكروه وهو ما يكون لدفع الحق أو تحقيق العناد) [3] .
وهذا فيه إظهار عيب الآخرين للنيل منهم وتشويه سمعتهم والطعن في نياتهم من غير حجة ولا برهان .
أهمية النقد البناء :
تكمن أهميته في عدة جوانب رئيسة ألخصها فيما يلي :
1- هو نوع من النصيحة تحقيقاً لقول رسول الله : « الدين النصيحة : لله ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، وعامتهم » [4] .
2- هو كذلك نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لقوله تعالى : (( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَاًمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ )) [آل عمران : 110] ولقوله : « من رأى منكم منكراً فليغيره ... » [5] .
3- وهو نوع من الجرح والتعديل ؛ ذلك العلم الذي اختصت به أمتنا المسلمة والذي حفظ الله به الدين من التحريف والغلو .
4- كذلك هو نوع من محاسبة النفس لقوله تعالى : (( وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ )) [الحشر : 18] ، ولما جاء في الأثر : "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا" .
مظاهر النقد الهدام :
فإذا عرفنا أهمية النقد البناء ؛ فالمناقض له ذو سمات يلمسها المتابع وهي غير خافية على اللبيب ، ومن أهمها :
1- الجرح في شخصية من يوجه إليه النقد : كوصف بعض الدعاة بالميوعة أو عدم القدرة على نطق بعض الحروف العربية ؛ أو أن بضاعته في العلم مزجاة .
وهذا بعيد كل البعد عن التعرض للأخطاء من أجل تقويمها وتبيين الحق من الباطل ؛ مما يجعل الناقد مغرضاً وصاحب هوى . نسأل الله السلامة .
2- الجرح بلا دليل : فيتعرض بعضهم لجرح الآخرين من غير حجة ولا برهان ؛ وإنما للتشفي ، وليصبح النقد مهنة لذلك المنتقد في نقد المخالفين .
فالجرح في أي داعية أو عالم ، سواء أكان من أهل السنة أم من المبتدعة دعوى تحتاج إلى مستند .
والدعاوى إن لم يُقِمْ أصحابُها بيناتٍ ، فأصحابُها أدعياءُ
3- الاعتماد في النقد على حجة واهية :
إما لعدم التثبت ، أو لعدم عدالة الناقل ، أو لأنه يَهِمُ في خبره ، أو تحميل الكلام ما لا يحتمل ؛ وهذا ملحوظ والله المستعان .
4- تتبع العثرات ، وعدم الموازنة بين هفوة الداعية أو العالم وفضائله الكثيرة ، بل وغَمْر تلك الفضائل العظيمة من أجل زلة وقع بها .
(ومن مستندات المشنعين) الجراحين : تتبع العثرات وتلمس الزلات ؛ فمن ذا الذي سلم من الخطأ غير أنبياء الله ورسله ؟ وكم لبعض المشاهير من العلماء من زلات لكنها مغتفرة بجانب ما هم عليه من الحق والهدى والخير ؟
ولو أخذ كل إنسان بهذا لما بقي معنا أحد ، ولصرنا مثل دودة القز تطوي على نفسها بنفسها حتى تموت [6] .
5- الطعن في النيات والمقاصد : بدعوى أن مقصد ذلك الداعية خبيث والحكم عليه في نيته بالظن ؛ وهذا مسلك خطير ؛ فمعرفة ما في السرائر موكول إلى الله (سبحانه وتعالى) ، مثل أن يقال : يظهر السلفية ويبطن الصوفية ، أو أنه ذو نية خبيثة ، أو أنه صاحب فتنة ويريدها ، أو أنه عدو للسنة .
6- التندر على الدعاة في المجالس ، واستغلال أي فرصة للغمز والطعن بحجة بيان الحق وتعرية الباطل وأهله ؛ وهذا خُلق ذميم .
7- التهويل : في نقد بعض العلماء أو الدعاة ، ورميهم بالكذب أو البدعة ، .
8- الطعن فيما يجيده ذلك الداعية أو العالم ؛ فقد يكون بعض أهل العلم يشتغل في دراسة الحديث فينتقد بأنه ليس له همّ إلا : حدثنا وأخبرنا ، أو لاهتمامه بفقه الواقع ومن يعمل فيه ؛ فيتنقص بأن ذلك فقه (القواقع) مثلاً ؛ بحيثُ يُزْهَدُ من هذا الفن الذي هو من فروض الكفايات .
أسباب النقد :
سأحاول الإيجاز في عرضها حتى تظهر للعيان ومن أهمها :
1- الغيرة : الغَيْرةُ -بالفتح- محمودة من أجل دين الله وحرماته ، لكنها قد تجر صاحبها إن لم يتحرز شيئاً فشيئاً حتى يقع في لحوم العلماء والدعاة من حيث لا يشعر .
وأما الغِيرَة -بالكسر- فهي مذمومة وهي قرينة الحسد والمقصود بها : هو كلام
العلماء بعضهم في بعض [7] .
2- الحسد : وهو يعمي ويصم ؛ ومنه التنافس للحصول على جاه أو مال أو القرب من شيخه أو كسب رضاه فقد يبغي على إخوانه بسبب ذلك .
3- الهوى : هو كل ما خالف الحق وللنفس فيه حظ ورغبة من الأقوال والأفعال والمقاصد [8] ورغبة النفس في الوقوع في أعراض الآخرين .
وكان السلف يقولون : احذروا من الناس صنفين : صاحب هوى قد فتنه هواه ، وصاحب دنيا أعمته دنياه) [9] .
4- التقليد والتعصب : (قد يوجد رجل ينقد آخر لا بناءً على علم أو فهم أو دليل ، بل مجرد تقليد أعمى : سمع فلاناً ينقده أو ينتقصه أو يذمه فسار على أثره بغير هدى ولا برهان) [10] وهذا التقليد المذموم كان المشركون يفعلونه وكانوا يقولون : (( إنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ )) [الزخرف : 22] .
قال ابن مسعود (رضي الله عنه) : "ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلاً : إن آمن .. آمن ، وإن كفر كفر ؛ فإنه لا أسوة في الشر" [11] .
5- التعالم : لقد كثر المتعالمون في عصرنا ، وأصبحت تجد شاباً حدثاً يتصدر لنقد العلماء ، وتفنيد آرائهم وتقويم أقوالهم ، وهذا أمر خطير ؛ فإن من أجهل الناس من يجهل قدر نفسه ويتعدى حدوده) [12]
[*].
6- النفاق وكُرْهُ الحق : إن دسائس المنافقين والكارهين للحق من العلمانيين بشتى اتجاهاتهم من أقوى أسباب النقد .
فالإخوة الذين يتبعون أعداء الدعوة من حيث يشعرون أو لا يشعرون سيكونون فريسة سهلة فيما بعدُ لهم ، فإنهم قد أعانوا الأعداء على إخوانهم ؛ وهل سيتركهم الأعداء ؟ لن يتركوهم كما هو ملموس في الواقع .
7- سوء الظن : وهو حمل التصرفات ، قولاً وفعلاً ، على محامل السوء والشكوك وسوء الظن [13] .
8- وقوع التفرق في الأمة : (وبهؤلاء المشنعين) آل أمر طلائع الأمة وشبابها إلى أوزاع وأشتات وفرق وأحزاب ، وركض وراء السراب ، وضياع في المنهج والقدوة ، وما نجا من غمرتها إلا من صحبه التوفيق وعمر الإيمان قلبه . ولا حول ولا قوة إلا بالله) [14] .
9- بُعد الأمة عن علمائها : إن تصنيف العالم الداعية وهو من أهل السنة ورميه بالنقائص : ناقض من نواقض الدعوة وإسهام في تقويضها ، ونكث الثقة ، وصرف الناس عن الخير ، وبذلك ينفتح السبيل للزائغين) [15] .
فضلاً عما في ذلك من السعي في الأرض بالفساد ؛ لأنه يوقع الشحناء والبغضاء في صفوف الدعوة الإسلامية ، ويعمل على تأخر النصر والتمكين للأمة .
10- ضياع الأوقات ، وإهدار الجهود والطاقات والقدرات في غير فائدة تعود على الإسلام والمسلمين .
علاج النقد الهدام :
يمكن علاج هذه النزعة التي يحاول بعضهم إثارتها وادعاء التعالم بواسطتها بانتشار الأخلاق الإسلامية في نفوس أهل هذه الفئة ومن ذلك :
1- تذكر الخوف من الله وضرورة حفظ اللسان : عن البراء بن عازب (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « الربا اثنان وسبعون باباً ، أدناها مثل إتيان الرجل أمه ، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه » [16] .
2- التجرد في النقد : وعدم الغيرة والحسد والهوى وعدم سوء الظن ، فالغيرة تهلك صاحبها وتجعله في همّ وغم ؛ لأنه يحسد الآخرين ويغار منهم ، عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال : قال : رسول الله : « ... لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا » [17] .
وأما الهوى فيضل الإنسان عن الحق وإن كان يعرف ذلك ، فإذا صار الهوى هو القائد والدافع صار أصحابه شيعاً يتعصب كل واحد لرأيه ، ويعادي من خالفه ولو كان الحق معه واضحاً ؛ لأن الحق ليس مطلوبه) [18] .
والأصل في المسلم حسن الظن به : قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا )) [الحجرات : 12] (فأمر الله عز وجل باجتناب كثير من الظن ؛ لأن بعض هذا الكثير إثم ) [19] .
ره بغير هدى ولا برهان) [10] وهذا التقليد المذموم كان المشركون يفعلونه وكانوا يقولون : (( إنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ )) [الزخرف : 22] . [/size]
قال ابن مسعود (رضي الله عنه) : "ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلاً : إن آمن .. آمن ، وإن كفر كفر ؛ فإنه لا أسوة في الشر" [11] .
5- التعالم : لقد كثر المتعالمون في عصرنا ، وأصبحت تجد شاباً حدثاً يتصدر لنقد العلماء ، وتفنيد آرائهم وتقويم أقوالهم ، وهذا أمر خطير ؛ فإن من أجهل الناس من يجهل قدر نفسه ويتعدى حدوده) [12]
[*].
6- النفاق وكُرْهُ الحق : إن دسائس المنافقين والكارهين للحق من العلمانيين بشتى اتجاهاتهم من أقوى أسباب النقد .
فالإخوة الذين يتبعون أعداء الدعوة من حيث يشعرون أو لا يشعرون سيكونون فريسة سهلة فيما بعدُ لهم ، فإنهم قد أعانوا الأعداء على إخوانهم ؛ وهل سيتركهم الأعداء ؟ لن يتركوهم كما هو ملموس في الواقع .
7- سوء الظن : وهو حمل التصرفات ، قولاً وفعلاً ، على محامل السوء والشكوك وسوء الظن [13] .
8- وقوع التفرق في الأمة : (وبهؤلاء المشنعين) آل أمر طلائع الأمة وشبابها إلى أوزاع وأشتات وفرق وأحزاب ، وركض وراء السراب ، وضياع في المنهج والقدوة ، وما نجا من غمرتها إلا من صحبه التوفيق وعمر الإيمان قلبه . ولا حول ولا قوة إلا بالله) [14] .
9- بُعد الأمة عن علمائها : إن تصنيف العالم الداعية وهو من أهل السنة ورميه بالنقائص : ناقض من نواقض الدعوة وإسهام في تقويضها ، ونكث الثقة ، وصرف الناس عن الخير ، وبذلك ينفتح السبيل للزائغين) [15] .
فضلاً عما في ذلك من السعي في الأرض بالفساد ؛ لأنه يوقع الشحناء والبغضاء في صفوف الدعوة الإسلامية ، ويعمل على تأخر النصر والتمكين للأمة .
10- ضياع الأوقات ، وإهدار الجهود والطاقات والقدرات في غير فائدة تعود على الإسلام والمسلمين .
علاج النقد الهدام :
يمكن علاج هذه النزعة التي يحاول بعضهم إثارتها وادعاء التعالم بواسطتها بانتشار الأخلاق الإسلامية في نفوس أهل هذه الفئة ومن ذلك :
1- تذكر الخوف من الله وضرورة حفظ اللسان : عن البراء بن عازب (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « الربا اثنان وسبعون باباً ، أدناها مثل إتيان الرجل أمه ، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه » [16] .
2- التجرد في النقد : وعدم الغيرة والحسد والهوى وعدم سوء الظن ، فالغيرة تهلك صاحبها وتجعله في همّ وغم ؛ لأنه يحسد الآخرين ويغار منهم ، عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال : قال : رسول الله : « ... لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا » [17] .
وأما الهوى فيضل الإنسان عن الحق وإن كان يعرف ذلك ، فإذا صار الهوى هو القائد والدافع صار أصحابه شيعاً يتعصب كل واحد لرأيه ، ويعادي من خالفه ولو كان الحق معه واضحاً ؛ لأن الحق ليس مطلوبه) [18] .
والأصل في المسلم حسن الظن به : قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا )) [الحجرات : 12] (فأمر الله عز وجل باجتناب كثير من الظن ؛ لأن بعض هذا الكثير إثم ) [19] .
أرجو أن ينال رضاكم
الإثنين نوفمبر 10, 2014 11:44 pm من طرف meme cool
» ترحيب بأعضاء جدد
الأربعاء مايو 07, 2014 9:06 am من طرف انصيره
» ﴿ المورد في الكلام على عمل المولد ﴾
السبت أكتوبر 12, 2013 12:53 pm من طرف عزالدين القطعاني
» ترحيب بعضو جديد
الإثنين أبريل 22, 2013 10:12 pm من طرف انصيره
» المادة تربية إسلامية / الفصل الثاني / الدرس الأوّل عقيدة
الإثنين أبريل 22, 2013 6:44 pm من طرف احمد فؤاد
» ايام لاتنسى
الإثنين أبريل 22, 2013 3:36 pm من طرف احمد فؤاد
» موضوع هام جدا
السبت مارس 30, 2013 8:57 am من طرف المدير العام
» القول السوي في حكم الاحتفال بالمولد النبوي
الثلاثاء يناير 22, 2013 10:39 pm من طرف انصيره
» ترحيب بعضو جديد
الإثنين ديسمبر 31, 2012 8:41 pm من طرف انصيره
» الدعوة خاصه
الإثنين ديسمبر 03, 2012 6:31 pm من طرف المدير العام
» اصدقائي دعونا ننطلق من جديد.
الجمعة نوفمبر 30, 2012 11:27 am من طرف نائب المدير العام
» ترحيب بعضو جديد
الخميس نوفمبر 29, 2012 7:27 pm من طرف انصيره
» ترحيب بعضو جديد
الخميس نوفمبر 29, 2012 7:24 pm من طرف انصيره
» ترحيب بعضو جديد
الخميس نوفمبر 15, 2012 8:49 am من طرف انصيره
» ترحيب بأعضاء جدد
الإثنين نوفمبر 12, 2012 9:24 pm من طرف انصيره