بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله رب العالمين والصّلاة والسّلام على نبيّه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين .
أما بعد فيقول الله سبحانه وتعالى :{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَان لِلإنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } .
لقد شدّني تفسير هذه الآية الكريمة ، وما فيها من معانٍ عظيمةٍ ، من التّواصي بالخير ، و الكلام الطيب النافع الذي يجمع الشّمل على
المنهج الحقّ القويم ، فأحببت أن أتحف إخواني في الشّبكة بتفسير شيخنا السّعدي رحمه الله لها .
يقول الشّيخ رحمه الله : وهذا من لطفه بعباده حيث أمرهم بأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال الموجبة للسعادة في الدنيا والآخرة فقال:
{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } وهذا أمرٌ بكل كلامٍ يقرّب إلى الله من قراءةٍ وذكرٍ وعلمٍ وأمرٍ بمعروف ونهيٍ عن منكرٍ وكلاٍم حسنٍ
لطيفٍ مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ، وأنه إذا دار الأمر بين أمرين حسنين فإنّه يؤمر بإيثار أحسنهما ، إن لم يمكن الجمع
بينهما ، والقول الحسن داعٍ لكل خلقٍ جميل ٍ، وعملٍ صالحٍ ، فإنّ من ملك لسانه ملك جميع أمره .
وقوله: { إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزغُ بَيْنَهُمْ } أي: يسعى بين العباد ، بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم .
فدواء هذا ، أن لا يطيعوه في الأقوال غير الحسنة التي يدعوهم إليها ، وأن يلينوا فيما بينهم ، لينقمع الشّيطان الذي ينزغ بينهم ، فإنّه
عدوّهم الحقيقيّ الذي ينبغي لهم أن يحاربوه ، فإنّه يدعوهم { ليكونوا من أصحاب السّعير } .
وأمّا إخوانهم ، فإنّهم وإن نزغ الشّيطان فيما بينهم ، وسعى في العداوة فإنّ الحزم كلّ الحزم ، السّعي في ضدّ عدوّهم ، وأن يقمعوا
أنفسهم الأمّارة بالسّوء ، التي يدخل الشّيطان من قبلها ، فبذلك يطيعون ربهم ويستقيم أمرهم ويهدون لرشدهم .
انتهى كلامه رحمه الله ، وإن ابتلي الشخص بأعداءٍ ، ودفع معهم ما استطاع ، فلا ينتصر لنفسه { في أمور الدنيا } وعليه مراعاة الدعوة
عامةً ، ولا يكون سبباً في تزعزعها ، وعليه أن يصبر فإنّ ذلك من عزم الأمور .
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله : - { وكل ما أوجب فتنةً وفرقةً فليس من الدّين ، سواء كان قولاً أو فعلاً ولكنّ المصيب العادل عليه
أن يصبر على جهل الجهول وظلمه إن كان غير متأولٍ ، وأمّا إن كان ذاك متأولا فخطؤه مغفورٌ له ، وهو فيما يصيب به من أذى بقوله أو فعله
له أجرٌ على اجتهاده ، وخطؤه مغفورٌ له ، وذلك محنةٌ وابتلاءٌ في حق ذلك المظلوم ، فإذا صبر على ذلك ، واتّقى الله كانت العاقبة له كما
قال تعالى " وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً "وقال تعالى " لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن
قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ " آل عمران186
فأمر سبحانه بالصّبر على أذى المشركين وأهل الكتاب مع التّقوى وذلك تنبيهٌ على الصّبر على أذى المؤمنين بعضهم لبعضٍ ، متأولين
كانوا أو غير متأولين } .
انتهى كلامه رحمه الله - الاستقامة ط 1 { 1/ 37 – 38 } نقلا عن كتاب ( حقيقة منهج المملكة العربية السّعوديّة )لشيخنا العلامة محمد
بن عمر بن سالم بزمول حفظه الله ص19
وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ....
الحمد لله رب العالمين والصّلاة والسّلام على نبيّه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين .
أما بعد فيقول الله سبحانه وتعالى :{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَان لِلإنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } .
لقد شدّني تفسير هذه الآية الكريمة ، وما فيها من معانٍ عظيمةٍ ، من التّواصي بالخير ، و الكلام الطيب النافع الذي يجمع الشّمل على
المنهج الحقّ القويم ، فأحببت أن أتحف إخواني في الشّبكة بتفسير شيخنا السّعدي رحمه الله لها .
يقول الشّيخ رحمه الله : وهذا من لطفه بعباده حيث أمرهم بأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال الموجبة للسعادة في الدنيا والآخرة فقال:
{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } وهذا أمرٌ بكل كلامٍ يقرّب إلى الله من قراءةٍ وذكرٍ وعلمٍ وأمرٍ بمعروف ونهيٍ عن منكرٍ وكلاٍم حسنٍ
لطيفٍ مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ، وأنه إذا دار الأمر بين أمرين حسنين فإنّه يؤمر بإيثار أحسنهما ، إن لم يمكن الجمع
بينهما ، والقول الحسن داعٍ لكل خلقٍ جميل ٍ، وعملٍ صالحٍ ، فإنّ من ملك لسانه ملك جميع أمره .
وقوله: { إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزغُ بَيْنَهُمْ } أي: يسعى بين العباد ، بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم .
فدواء هذا ، أن لا يطيعوه في الأقوال غير الحسنة التي يدعوهم إليها ، وأن يلينوا فيما بينهم ، لينقمع الشّيطان الذي ينزغ بينهم ، فإنّه
عدوّهم الحقيقيّ الذي ينبغي لهم أن يحاربوه ، فإنّه يدعوهم { ليكونوا من أصحاب السّعير } .
وأمّا إخوانهم ، فإنّهم وإن نزغ الشّيطان فيما بينهم ، وسعى في العداوة فإنّ الحزم كلّ الحزم ، السّعي في ضدّ عدوّهم ، وأن يقمعوا
أنفسهم الأمّارة بالسّوء ، التي يدخل الشّيطان من قبلها ، فبذلك يطيعون ربهم ويستقيم أمرهم ويهدون لرشدهم .
انتهى كلامه رحمه الله ، وإن ابتلي الشخص بأعداءٍ ، ودفع معهم ما استطاع ، فلا ينتصر لنفسه { في أمور الدنيا } وعليه مراعاة الدعوة
عامةً ، ولا يكون سبباً في تزعزعها ، وعليه أن يصبر فإنّ ذلك من عزم الأمور .
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله : - { وكل ما أوجب فتنةً وفرقةً فليس من الدّين ، سواء كان قولاً أو فعلاً ولكنّ المصيب العادل عليه
أن يصبر على جهل الجهول وظلمه إن كان غير متأولٍ ، وأمّا إن كان ذاك متأولا فخطؤه مغفورٌ له ، وهو فيما يصيب به من أذى بقوله أو فعله
له أجرٌ على اجتهاده ، وخطؤه مغفورٌ له ، وذلك محنةٌ وابتلاءٌ في حق ذلك المظلوم ، فإذا صبر على ذلك ، واتّقى الله كانت العاقبة له كما
قال تعالى " وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً "وقال تعالى " لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن
قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ " آل عمران186
فأمر سبحانه بالصّبر على أذى المشركين وأهل الكتاب مع التّقوى وذلك تنبيهٌ على الصّبر على أذى المؤمنين بعضهم لبعضٍ ، متأولين
كانوا أو غير متأولين } .
انتهى كلامه رحمه الله - الاستقامة ط 1 { 1/ 37 – 38 } نقلا عن كتاب ( حقيقة منهج المملكة العربية السّعوديّة )لشيخنا العلامة محمد
بن عمر بن سالم بزمول حفظه الله ص19
وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ....
الإثنين نوفمبر 10, 2014 11:44 pm من طرف meme cool
» ترحيب بأعضاء جدد
الأربعاء مايو 07, 2014 9:06 am من طرف انصيره
» ﴿ المورد في الكلام على عمل المولد ﴾
السبت أكتوبر 12, 2013 12:53 pm من طرف عزالدين القطعاني
» ترحيب بعضو جديد
الإثنين أبريل 22, 2013 10:12 pm من طرف انصيره
» المادة تربية إسلامية / الفصل الثاني / الدرس الأوّل عقيدة
الإثنين أبريل 22, 2013 6:44 pm من طرف احمد فؤاد
» ايام لاتنسى
الإثنين أبريل 22, 2013 3:36 pm من طرف احمد فؤاد
» موضوع هام جدا
السبت مارس 30, 2013 8:57 am من طرف المدير العام
» القول السوي في حكم الاحتفال بالمولد النبوي
الثلاثاء يناير 22, 2013 10:39 pm من طرف انصيره
» ترحيب بعضو جديد
الإثنين ديسمبر 31, 2012 8:41 pm من طرف انصيره
» الدعوة خاصه
الإثنين ديسمبر 03, 2012 6:31 pm من طرف المدير العام
» اصدقائي دعونا ننطلق من جديد.
الجمعة نوفمبر 30, 2012 11:27 am من طرف نائب المدير العام
» ترحيب بعضو جديد
الخميس نوفمبر 29, 2012 7:27 pm من طرف انصيره
» ترحيب بعضو جديد
الخميس نوفمبر 29, 2012 7:24 pm من طرف انصيره
» ترحيب بعضو جديد
الخميس نوفمبر 15, 2012 8:49 am من طرف انصيره
» ترحيب بأعضاء جدد
الإثنين نوفمبر 12, 2012 9:24 pm من طرف انصيره