**بعض أقوال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رضي الله عنه عن البدع وأهلها **

سئل مالك عن الكلام والتوحيد؛ فقال مالك: ( محال أن يُظنَّ بالنبي- صلى الله عليه وسلم - أنه علَّم أمَّته الاستنجاء، ولم يعلمهم التوحيد، والتوحيد ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله. فما عُصم به المال والدم حقيقة التوحيد). ]سير أعلام النبلاء للذهبي10/ 26[
عن حميد بن الأسود أن رجلا أتى الإمام مالك رحمه الله فقال: ي أبا عبد الله من أين أحرم ؟
قال مالك : من ذي الحليفة ، من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الرجل : إني أريد أن أحرم من عند القبر ، يعني مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال مالك لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة .
قال الرجل : و أي فتنة في هذا ؟! إنما هي أميال أزيدها ؟
قال مالك : وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إني سمعت الله يقول : (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )) . ] خرجه ابن بطة في الإبانة - القسم الأول -1/261 (98) ، وأبو نعيم في الحلية (6/326) و ابن عبد البر في جامع بيان العلم (1/189) و ابن العربي في أحكام القرآن (3/432) و ابن حزم في الإحكام ، والبيهقي في المدخل إلى السنن، و الخطيب في الفقيه والمتفقه، والهروي في ذم الكلام و الشاطبي في الاعتصام و الونشريسي في المعيار (11/116) [

وأخرج أبو نعيم عن عبدالله بن نافع قال ( سمعت مالكاً يقول : لو أن رجلاً ركب الكبائر كلها بعدَ ألا يشرك بالله ثم تخلّى من هذه الأهواء والبدع – وذكر كلاماً – دخل الجنة )] الحلية لأبي نعيم 6/325[

وأخرج أبو داوود عن عبدالله بن نافع قال ( قال مالك : الله في السماء وعلمه في كل مكان)] التمهيد لابن عبدالبر7/138[
أخرج أبونعيم عن يحيي بن الربيع قال ( كنت عند مالك بن أنس ودخل عليه رجل فقال يا أبا عبدالله , ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق ؟ فقال مالك : زنديق فاقتلوه , فقال : يا أبا عبدالله إنما أحكي كلاماً سمعته , فقال : لم أسمعه من أحد إنما سمعته منك , وعظم هذا القول)]ترتيب المدارك القاضي عياض 2/44[
وأخرج ابن أبي عاصم عن مروان بن محمد الطاطري , قال ( سمعت مالك بن أنس يسـأل عن تزويـج القـدري ؟ فقرأ ( ولعبـد مؤمن خيرٌ مـن مُشرك... ) ]السنة لابن أبي عاصم /88[
وقال القاضي عياض ( قال مالك : لا تجوز شهادة القدري الذي يدعو ولا الخارجي ولا الرافضي
] ترتيب المدارك القاضي عياض 2/47[
وأخرج أبو نعيم عن رجل من ولد الزبير قال ( كنا عند مالك فذكروا رجلاً يَتَنقَّص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقرأ مالك هذه الآية ( مُحمدٌ رسوُل الله والذين معهُ أشداء – حتى بلغ – يُعجب الزُّراع ليغيظ بهم الكفار ). فقال مالك ( من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية ) ] الحلية لأبي نعيم 6/327[

أخرج أبو الفضل المقري عن أشهب قال : سمعت مالك بن أنس يقول :إياكم والبدع ، فقيل : يا أبا عبدالله و ما البدع ؟
قال : أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته ، وكلامه ، وعلمه ، وقدرته ، و لا يسكتون عما سكت عنه الصحابة و التابعون بإحسان ] ذم الكلام للهروي (5/70) رقم (858)، المنتقى من ذ م الكلام (82)[

وأخرج أبو نعيم عن الشافعي قال ( كان مالك بن أنس إذا جاءه بعض أهل الأهواء قال : أما إني على بيّنة من ربي وديني وأما أنت فشاكٌ فاذهب إلى شاكِّ فخاصمه ))الحلية لأبي نعيم ] 6/325[
روى ابن عبد البر عن محمد بن أحمد بن خويز منداد الخلاف :( قال مالك لا تجوز الإجازات من كتب الأهواء والبدع والتنجيم وذكر كتباً ثم قال : وكتب أهل الأهواء والبدع عند أصحابنا هي كتب أصحاب الكلام من المعتزلة وغيرهم وتفسخ إجازة في ذلك ) ]جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ص 417،416 [

وقال أبو عمر في كتاب بيان العلم له: أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام ، فكل متكلم من أهل الأهواء و البدع ، أشعريا أو غير أشعري ، و لاتقبل له شهادة في الإسلام ، و يهجر ويؤدب على بدعته ، فإن تمادى استتيب منها . ] بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس (ص157)، جامع بيان العلم وفضله 2/942)[
ووقف رضي الله عنه عند زمزم ، فقال : (أيها الناس ! من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني أنا أعرف بنفسي ، فأنا مالك بن أنس ، أنا النذير لكل من حجّ هذا البيت و هو على بدعة ، فلا يُعني نفسه باطلا ً ) ] أورده عثمان فودي في إحياء السنة (ص61) والزويلي في رسالته في البدعة (221) [

***نسأل الله تعالى الثبات على السنة والبعد عن البدع وأهلها***