بسم الله الرحمـــن الرحيم .
نشرع بعون الله في تقديم دروس مادة الأدب والنصوص لطلبة الصف الأول شعبة اللغة العربية .
المادة : أدب ونصوص / الدرس الأوّل / السنة الأولى شعبة اللغة العربية / الفصل الثاني .
عصر صدر الإسلام وبني أميّة .
قبل الشروع في الدرس ينبغي أن تعي عزيزي الطالب أن كلمة (( إسلام )) في اللغة تعني الخضوع والانقياد والصلح والصفاء ومن هنا كان الإسلام تهذيبا وإصلاحا وتغييرا لحياة العرب خاصة والداخلين فيه من غيرهم عامة وبالتالي يمكننا أن نستنتج النقاط الأتية :
1- أن الإسلام بما دعا إليه من خير ومكارم أخلاق قد هذّب حياة العرب وغيّر عاداتهم وطبائعهم
2- أنّ الإسلام قد حرّم كل ما من شأنه أن يزرع الحقد والضغينة بين العرب كشرب الخمر ولعب الميسر
3- أنّ الإسلام قد حارب العصبية القبلية التي كانت سبباً رئيسيا في تباغض العرب وتشاحنهم فصار الولاء للدين بعد أن كان الولاء للنسب
4- أن الله لم يترك المسلمين هملاً بل وضع لهم دستوراً ينظّم حياتهم آلا وهو كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام
5- أن الله تعالى قد وضع قواعد راسخة تنظم الحياة الاجتماعية للمسلمين من خلال مبدأ (( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )) .
قال تعالى :
(( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ )) آل عمران 110
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ الله تعالى قد حثّ المسلمين على طلب العلم ووعد طالب العلم بالدرجات العلى قال تعالى :
(( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) المجادلة 11
ولذلك فقد تأثر أسلوب المسلمين عامة بأسلوب القرأن الكريم وأسلوب الرسول صلّى الله عليه وسلّم وقد ظهر هذا التأثر جلياً في أسلوب خطبهم التي تناولت موضوعات الدعوة إلى الله والحث على الجهاد ومجادلة أصحاب الأديان والملل الأخرى كما سيأتي بيانه في لاحق الدروس بعون الله .
النثر في عصر صدر الإسلام وبني أميّة ..
خيرنا هنا دمج هذا الدرس في الدرس السابق لارتباطهما معاً وذلك لأننا كما لاحظنا في الدرس السابق أن الإسلام قد ركز على جانب التهذيب والتقويم والإصلاح والتغيير معتمداً أسلوب الترهيب والترغيب في النهي والأمر ، ولعلّ من أكثر أنواع فنون القول التي نفّر منها الإسلام مما كان سائداً في المجتمع العربي (( فن الشعر )) الذي علمنا في الفصل الأوّل أنه ديوان العرب وتسليتهم في مجالسهم ووسيلتهم للفخر بأنفسهم والحط من قدر عدوهم ولذلك كان له شأن عظيم فالقبيلة التي لا شاعر لها لا مجد لها .
إن أوّل ما نلاحظه أن الإسلام في سبيل خلق مجتمع جديد خالٍ من الخلافات والعصبيات قد نهى عن الشعر ونفّر منه فانتقلت راية الكلام من الشعر إلى الخطابة التي حثّ عليها الإسلام ووضع لها ضوابطها قال تعالى : ((وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ )) الشعراء 226
من خلال المقدمة السابقة يمكننا أن نخلص إلى النتائج التالية :
1- نفور المسلمين من الشعر لما حمله من معانٍ نفّر الإسلام منها كالعصبية القبلية والهجاء
2- نهض النثر في مقابل ضعف الشعر واضمحلاله وذلك لأن النثر قد حمل أعباء الدعوة من خلال الخطب والوصايا والرسائل والمجادلات بين أهل الإسلام وأهل الكفر والمشركين
3- تبدّل أسلوب النثر الإسلامي بحيث أفاد من القرأن الكريم وأسلوب الرسول صلّى الله عليه وسلّم في طرائق التعبير وصياغة الكلام .
س - ما هو سبب شيوع وانتشار فن الخطابة من بين فنون القول الأخرى في عصر صدر الإسلام وبني أميّة ؟
جـ - إنّ سبب انتشار فنّ الخطابة من بين فنون القول الأخرى في عصر صدر الإسلام وبني أميّة هو جوّ الصراحة والحريّة الذي أشاعه الإسلام بين معتنقيه وكذلك انتشار الدعوة إلى الجهاد الذي تطلب الحثّ عليه وظهور مفهوم الشورى بين المسلمين والتي تقوم على المحاججة والإقناع .
س - ما هي أهمّ الموضوعات التي نهضت بها الخطابة في عصر صدر الإسلام وبني أميّة ؟
جـ - إن أهمّ الموضوعات التي نهضت بها الخطابة في عصر صدر الإسلام وبني أميّة هي .
أ - الدعوة إلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقضاء والقدر .
ب - الحثّ على الجهاد .
جـ - شرح آداب الدين وفضائله وبيان أسراره ومعانيه .
د - الدفاع عن الدين والذود عنه وشرح المنهج السياسي للإسلام .
مع تمنياتي للجميع بالتوفيق والنجاح ...
» ترحيب بأعضاء جدد
» ﴿ المورد في الكلام على عمل المولد ﴾
» ترحيب بعضو جديد
» المادة تربية إسلامية / الفصل الثاني / الدرس الأوّل عقيدة
» ايام لاتنسى
» موضوع هام جدا
» القول السوي في حكم الاحتفال بالمولد النبوي
» ترحيب بعضو جديد
» الدعوة خاصه
» اصدقائي دعونا ننطلق من جديد.
» ترحيب بعضو جديد
» ترحيب بعضو جديد
» ترحيب بعضو جديد
» ترحيب بأعضاء جدد