أبرأ إلى الله مما قلت

الحمد لله حمدا يليق بجلاله وكماله والشكر له شكرا يليق بنعمه وأفضاله وصلى الله على محمد وصحبه وآله .
أما بعد فقد وردت في ردي على الأخت "الشيماء" جملة انتقدها علي بعض أخواني شاكرا لهم صنيعهم من تنبيههم ونصيحتهم لي : آلا وهي قولي : "و كأن الأخ جمال حفظه الله قد كشف له عن حجاب الغيب ليتفطن .... " أهـ
فإني أولا أستغفر الله العلي القدير وأتوب إليه من مقالتي و قولي وأبرأ له من قوتي وحولي وأعوذ به أن أدعي لنفسي أو لغيري من العباده ما لم يخصهم به فإن الكشف عن بعض الغيب لا يكون إلا لنبي من أنبيائه و لايجوز لأحد أن ينسب ذلك لنفسه أو لغيره إلا ما أثبته الله في كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم من الكشف عن بعض الغيب لبعض أنبيائه . فقد قال تعالى في ذلك :
(عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا‏ إلا من ارتضي من رسول‏..) ‏ الجن‏:26‏ و‏2
وقال :
{ قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون [ الأنعام 50 ]}
وقال تعالى :
{ وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين [ الأنعام 59 ]}

وإنما كان مابدر مني زلة قلم وعثرة لسان جاءت على حين غفلة من قلبي قبل لساني وقلمي وإنما مرد ذلك إلى حماسي الزائد و الذي أعترف أنه عيب من عيوبي ثم استعجالي في الرد على مقال الأخت المذكورة آنفا .
وأستغفر الله أولا وأتوب إليه ثم أحمده على أن جعل لي من أخواني من لاينصرني إن أخطأت ويردني إن زللت . وأعني الأخوين في الله الأخ : جمال الزربي و الأخ أنور القماطي حفظهما الله على نصحهما المخلص لي . فهكذا تكون الأخوة الصادق في الله و هكذا يتجلى معنى قوله صلى الله عليه وسلم :" انصر أخاك ظالما أو مظلوما " .
وأنبه الأخوة أنه إذا وجد شيئ يخدش عقيدتي وإيماني في كلامي السابق واللاحق أن ينبه إليه فورا دون الرجوع لي و دون نصحي بمفردي حتى لا يغتر أحد بكلامي فأكون سببا في ضلال أحد من الناس وأبرأ إلى الله من ذلك .
فشكرا للأخوين العزيزين وكل من انتقدني علي خطأي هذا أو غيره .

بارك الله فيك استاذ عزالدين
وزادك الله حرصا وعلما