الحمد لله ربّ العالمين وأصلّي وأسلّم على نبيّه الأمين ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين .
أمّا بعد فلا يخفى على أيّ طالب للعلم ما للعلم من مكانة ترفع صاحبها من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة والرّقي ومن الضّلال إلى ا
الهداية والنّجاة في الدّارين ، وما رفع العلماء وكتب لهم القبول في الأرض إلا بالعلم الشّرعي , عندما أخلصوا النّيّة لله ، وطلبوا العلم
على وجه سليم ، و على أسس قويمة سويّة ، وأتوه من أبوابه التي أمرنا الله جلّ وعلا بإتيانها ، ولا يخفى علينا أيضا أنّ من آفات
العلم إتيانه من ظهوره والتّنطع فيه مما يجعل صاحبه مضيّعا لوقته غير مستفيد منه ومن الوسائل المتاحة إليه كما قيل :
رام نفعا فضرّ من غير قصد : ومن البرّمايكون عقوقا
فيتعب صاحبه ويستهلك وقتا وجهدا وليس له من ذلك إلا التّعب وضياع الوقت لعدم اهتمامه بالتأصيل العلميّ الذي سار عليه العلماء.
وبهذا الصدد اخترت كلاما طيّبا قيّما نافعا بإذن الله لشيخنا الإمام صاحب الفضيلة معالي الشّيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان حفظه
الله في مقدمة شرحه للأصول الثلاثة عند تفسيره لقول الله عزّ وجلّ : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ
تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }البقرة189 .
قال حفظه الله : ( هؤلاء سألوا عن الأهلّة ، لماذا يبدأ الهلال صغيرا ثمّ يكبر ثمّ يكبر حتّى يتكامل ثمّ يصغر حتّى يعود هلالا؟ فعتب الله
عليهم ، ووجّههم إلي السّؤال عمّا ينفعهم ، وأن يأتوا بيوت العلم من أبوابها ، أما السّؤال عن الهلال وأحواله وصغره وكبره ، فهذا لا
فائدة لهم فيه ، بل الفائدة هي أن يسألوا عمّا يحتاجون إليه وهو معرفة فوائد الأهلة ولهذا قال: ( قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ) بيّن
لهم فوائدها ، وهي أن الله جعلها مواقيت للنّاس يعرفون بها العبادات والمعاملات والآجال ، وغير ذلك فأرشدهم إلي فوائد الأهلّة ، ولم
يجبهم عن سؤالهم عن حقيقة الأهلّة ؛لأنّه ليس لهم في ذلك فائدة وليوجّههم إلي ما ينبغي أن يسألوا عنه ، وهو أبواب العلم لا ظهور
العلم والمسائل الفضوليّة التي لا يحتاجون إليها ، وإن احتاجوا إليها فهي حاجة قليلة ) . انتهى كلامه حفظه الله .
شرح الأصول الثلاثة ، دار الإمام أحمد ، الطبعة الأولى 1428 هج ، 6 200 م .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
» ترحيب بأعضاء جدد
» ﴿ المورد في الكلام على عمل المولد ﴾
» ترحيب بعضو جديد
» المادة تربية إسلامية / الفصل الثاني / الدرس الأوّل عقيدة
» ايام لاتنسى
» موضوع هام جدا
» القول السوي في حكم الاحتفال بالمولد النبوي
» ترحيب بعضو جديد
» الدعوة خاصه
» اصدقائي دعونا ننطلق من جديد.
» ترحيب بعضو جديد
» ترحيب بعضو جديد
» ترحيب بعضو جديد
» ترحيب بأعضاء جدد