من عظماء الإسلام

من عظماء الإسلام


خالد بن الوليد ( رضي الله عنه ) :


خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبدا لله بن عمر بن مخزوم القرشي .

كنيته أبو سلمان , ولقبه سيف الله المسلول .

أصغر من النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة عشر عاماً .

أمه عصماء أخت الفضل امرأة العباس عم النبي صلى الله عليه

وسلم .

كان ينعم بثروة أبيه الضخمة , فلم يمتهن مهنة أو يحترف حرفة في

جاهليته , فعاش منصرفاً

إلى المغامرات , مغرماً بأعمال الفروسية وركوب الخيل والعدو

والسباق والصيد .


كان قائداً شجاعاً صبوراً وخطيباً فصيحاً .

كانت له الزعامة الحربية في قومه حتى أصبح قائد خيل قريش

وفرسها , وقائد القبة , وهي الخيمة

التي يجهزون فيها تجهيزات المعركة .

حارب ضد المسلمين في بدر و أحد والخندق .

في غزوة أحد هاجم المسلمين من خلفهم بعد أن رأى خلو ظهرهم ,

وانصراف الرماة إلى جمع الغنائم ,

فحول هزيمة المشركين إلى نصر .

في غزوة الخندق وضع خطة لعبور الخندق , وكاد أن ينفذها لو لا أن

الله أرسل الريح على المشركين فانقلبوا خاسرين .



أرسل إليه أخوه الوليد يحثه على الدخول في الإسلام , وجاء في


رسالته : بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد , فإني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام , وعقلك


عقلك ! ومثل الإسلام , يجهله أحد ؟!


وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :


( أين خالد ) ؟ فقلت : يأتي الله به , فقال : ( مثله جهل الإسلام ؟ ولو


كان جعل نكايته وجده مع المسلمين كان

خيراً له , ولقد مناه على غيره ) فاستدرك يأخي ما قد فاتك من

مواطن صالحة .

وكانت هذه الرسالة سبباً في إسلامه سنة 7 هجرية .

طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يستغفر له بعد ما أسلم ,

فاستغفر له عليه الصلاة والسلام تلبية لرغبته .

بعد استشهاد القواد المعينين في غزوة مؤتة ولى المسلمون خالداً

قيادة الجيش , فقلب الميسرة ميمنة

والميمنة ميسرة , فظن الرومان أن مدداً قد جاءهم لما رأوا من

اختلاف وجوه المسلمين , حتى استطاع

أن يفتح ثغرة في جيش الروم خرج منها بجيش المسلمين سالماً .


يوم فتح مكة أخذ يهدم صنم العزى وهو يقول :



يا عزى كفرانك لا غفرانك

إني رأيت الله قد أهانك



قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم : ( نعم عبدا لله و أخو

العشيرة خالد بن الوليد , وسيف من سيوف

الله , سله الله عزوجل ـ على الكفار والمنافقين ) .

اشترك في حرب المرتدين ومدعي النبوة ومانعي الزكاة , ثم في

الفتوحات الإسلامية .

عندما رأى بعض الضعف في صفوف المسلمين في معركة اليمامة

ضد مسيلمة الكذاب نادى أن امتازوا لنرى

اليوم بلاء كل حي , فامتاز المهاجرين عن الأنصار , وامتازت كل قبيلة ,

فأبلى الجميع بلاء حسناً لئلا يؤتى

المسلمون من قبله .

لما أصر قادة الروم على حرب المسلمين , قال أبو بكر الصديق رضي

الله عنه : والله لأشفين وساوسهم بخالد.

قال له ماهان قائد الروم : قد علمنا أنه لم يخرجكم من بلادكم إلا

الجوع والجهد , فإن شئتم أعطيت كل واحد منكم

عشرة دنانير وكسوة و طعاماً وترجعون إلى بلادكم , وفي العام

القادم أبعث إليكم بمثلها , فرد عليه خالد إنه لم

يخرجنا من بلادنا الجوع كما ذكرت , ولكننا قوم نشرب الدماء , وقد

علمنا أنه لا دم أشهى ولا أطيب من دم

الروم , فجئنا لذلك .

كان شديد الذكاء مع العدو , ويتوقع كل مناورة له وكل انسحاب منه .

في موقعة اليرموك أوقف النساء خلف المسلمين يقتلن من يفر

منهم .

فتح الله على يديه الشام .

كثيراً ما كان يردد في معاركه : من يبايع على الموت ؟! هبي هبي

ريح الجنة , الله أكبر , إن هذا يوم من أيام الله

لا ينبغي فيه الفخر , فاحصلوا جهادكم , و أريدوا الله بعملكم .

قال عنه أبو بكر رضي الله عنه ( عجزت النساء أن يلدن مثل خالد )

عزله عمر رضي الله عنه عن قيادة الجيش لئلا يفتن الناس به , ثم

أعاد توليته فأبى خالد رضي الله عنه .

وصفه الحافظ ابن كثير رحمه الله بأنه : الرجل الذي لا ينام ولا يترك

أحداً ينام .

كان يقول رضي الله عنه :

ما ليلة يهدى إلى فيها عروس أو أبشر فيها بولد بأحب إلي من ليلة

شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح

بهم عدو .

لما حضرته الوفاة قال :

لقد شهدت كذا وكذا زحفاً , وما في جسدي موضع إلا وفيه ضربة

سيف أو طعنة رمح أو أو رمية سهم , ثم هأنذا

أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير , فلا نامت أعين

الجبناء !! .

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم 18 حديثاً .

من مرويا ته عن الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن أشد الناس

عذاباً يوم القيامة أشد الناس عذاباً للناس في الدنيا) .



مات رضي الله عنه بحمص وقيل بالمدينة سنة 21 هجريه

خططه العسكرية تدرس في بعض جامعات ألمانيا و انجلترا .

رضي الله عنه و أرضاه .