سؤال للنقاش والحوار الهادف

هل حب الوطن و الانتماء إليه يتعارض مع الإسلام ؟
أرجوا من إخواني الأعضاء المشاركة بآرائهم الهادفة البناءة .
نحن في انتظار مساهماتكم .

حب الوطن من الفطرة التي فطر الله الناس عليها . . فالناس كلهم مفطورون على حب أوطانهم , والحنين إليها

فالشريعة الإسلامية لا تنكر انتماء الإنسان إلى أرضه , أو قبيلته أو مجتمعه , لأن هذا من الأمور السابقةعليه , ورثها من غيره , ولا خيار له فيها .


كيف لايحب الإنسان وطنه وهو يعي ويعلم يقيناً أن سلامة الأبدان , والأمن في الأوطان من أجلّ النعم المغبون فيها كثير من الناس




فالوطنية فطرة إنسانية معادلة للحياة , وفقدها موت يقول تعالى : ﴿ ألم تر إلى الذين أخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لايشكرون , وقاتلوا في سبيل الله وأعلموا أن الله سميع
عليم ﴾ البقرة / 243 .



وختاماً أسأل الله أن يحفظ هذا الوطن وولاة أمره من كل سوء وبلاء وفتنة ومكروه , وأن يعم الأمن والأمان في بلادنا . . وأن يجنبنا الفرقة والنزاع والشقاق والإفساد والإرهاب . . ويغفر لنا ولوالدينا ولكل من كان علمه معيناً لنا سلفاً وخلفاً . . ﴿ ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ﴾ الحشر

اخوانى أسمحوا لى بهذا الاختيار :
ومن الأدلة الظاهرة على اعتبار حب الوطن وأنه من الأسباب التي يُشرع الجهاد لأجلها: قول الله جلَّ علا: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ(40)} [الحج].
ومنها: أن الله جعل من العقوبات التي تترتب على بعض الجرائم والجنايات النفي من الوطن، وهو كذلك من التعزيرات، فإنها كما تكون بالضرب والحبس والقتل .. تكون بالنفي عن الوطن. قال الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ } [المائدة: 33].
وأصح الأقوال أن النفي هنا أن يُطرد من وطنه الذي واقع فيه هذه الجريمة إلى بلد آخر من غير سجين ولا إهلاك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “ومن أنواع التعزير النفي والتغريب، كما كان عُمر بن الخطاب يعزر بالنفي في شرب الخمر إلى خيبر، وكما نفى صبيغ بن عسل إلى البصرة، وأخرج نصر بن حجاج إلى البصرة لما افتتن به النساء”
ومنها: أن الله أثنى على المهاجرين؛ لأنهم صبروا على ترك أوطانهم وهجر محبوباتهم لله تعالى، فقال: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً (5)} [الحشر] فهنا يبيِّن الله الحكمة والسبب الموجب لجعل أموال الفيء لمن قدرها له، وأنهم ما بين مهاجرين قد هجروا المحبوبات والمألوفات من الديار والأوطان والأحباب والخلان والأموال رغبة فيما عند الله ونصرة لدين الله، ومحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما السنة ففيها عدد كثير من النصوص:
فقد روي: “حب الوطن من الإيمان” قال السخاوي: لم أقف عليه، ومعناه صحيح. قد يقول بعض الناس: إن هذا حديث، والصحيح أنه ليس حديثاً ولكن معناه صحيح. ويؤيده ما ثبت عن عبد الله بن عدي بن الحمراء الزهري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو واقف بالحزورة في سوق مكة: “والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله عزَّ وجلَّ، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت”
ويؤيده كذلك ما ثبت في الصحيح من قول النبي صلى الله عليه وسلم: “هذه طابة، وهذا أحد، وهو جبل يحبنا ونحبه”
فالرسول صلى الله عليه وسلم أكد هنا على حب المكان، والموطن بلد ومكان.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضح ناقته، وإن كانت دابة حرّكها” وفي رواية: “حركها من حبها”
قال الحافظ ابن حجر: “في الحديث دلالة على فضل المدينة وعلى مشروعية حب الوطن والحنين إليه”
وسمع الأصمعي أعرابياً يقول: إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف تحننه إلى أوطانه، وتشوقه إلى إخوانه، وبكاؤه على ما قضى من زمانه.
وللأصمعي أيضاً: قالت الهند: الحنة في ثلاثة أصناف من الحيوان: في الإبل تحن إلى إعطانها ولو كان عهدها بها بعيداً، والطير إلى وكره وإن كان موضعه مجدباً، والإنسان إلى وطنه وإن كان غيره أكثر له نفعاً.
قال ابن عباس في قوله تعالى: { لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ(85)} [القصص] إلى مكة.
وفي رواية مرسلة عن الضحاك قال: لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة فانزل الله تبارك وتعالى عليه القرآن: { لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ(85)} إلى مكة.
بهذا التعليق الذى يطول بعض الشىء ولكن عظيم الفائدة
منقول من منتدى المناهج الإسلامية وبارك الله فيكم على المتابعة

ينبغي أن نعلم أن الانتماء لهذا الدين لا يتعارض مع حب الأوطان فحب الأوطان فطرة وجبلة وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب مكة ولولا أنه أخرج منها ما خرج .
، وخدمة الأوطان من دين الإسلام وأن تسعى في قوتها وعزتها ورفعتها ما دامت بلد الإسلام ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم ما معناه : " أن الأمة مجمعة على فضل جنس العرب على غيرهم " * لكن إذا كان هذا يندرج تحت الانتماء لهذا الدين * وإذا كان يخدم الانتماء العام والهدف العام و الإطار العام لهذه الأمة . أما إذا افترض وجود تعارض أو إذا كان ذلك ينتقل إلى التعصب والموالاة والمعاداة في الوطن أو في العروبة فلا ثم لا ، يكون ذلك من دعوى الجاهلية .

وجاءت أشعار السلف في التعبير عن حبهم لأوطانهم، وشغفهم وحنينهم إليها تترا، فهذا أبو بكر العلاف أنشد يقول:
كما تُؤلف الأرض التي لم يكن بها
هواء ولا ماء سوى انها وطن
وأنشد علي بن محمد التنوخي:
ما كنت أول مشتاق إلى وطن
بكى وحن إلى أحبابه وصبا

فهذا الحب والحنين لا ضير فيه

اكيد حب الدين والوطن معا ,,,,,وحتى يتحقق حب الوطن عند الإنسان لا بُد من تحقق صدق الانتماء إلى الدين أولاً، ثم
الوطن ثانياً.